مفهوم البرجماتية معدوم في الدول العربية




القرآن الكريم ، سورة القيامة :
(... ، فإذا برق البصر. وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر. يقول الإنسان يومئذٍ أين المفر)

هناك أبعاد ورؤى كثيرة تحيل الإنسان العربي عن مفهوم الفلسفة البرجماتية "النفعية على وجه الخصوص" لعدة عوامل مشتركة لعل أهمها النظام القائم أو المؤسسات الحزبية أو الدينية وصولاً إلى عدمية جمعيات حقوق الإنسان والتي يسميها أبناء الوطن العربي الحرّ الجمعيات الصورية فهي لا تعمل وفق أسس فعّالة أو تمتهن الحدث بمهنية بل أنها مسيّسة لبعض المواقف المغرضة، انتهاءً بتعاطي الأسرة العربية الصغيرة مع رب الأسرة "الأب" على أنه قائد أممي لا أسري على عكس تعاطي الأسرة الغربية مع رب الأسرة باعتباره ملجئاً وملاذاً آمناً لأفراد أسرته، وهكذا تباعاً، حتى تناغمت وتفاقمت أزمة النفس العربي..

... للأسف البالغ ، قد تشكلت ثقافات ومبادئ وقيم المجتمعات العربية منذ زمن ليس بالبعيد وقد يكون هذا الزمن في الأمس القريب والذي بدأ فيه اندلاع الثورات الأولى في منتصف القرن الماضي، الأمر الذي أدى على الهيمنة والتسلط والاستبداد والملكية الشخصية المطلقة لبعض الأفراد سواءً كانت تلك الملكية ملكية رأي أو ملكية أرض أو ملكية قبيلة أو ملكية مؤسسة أو ملكية وزارة أو ملكية دولة أو ملكية أي شيء آخر ذو نفع وقيمة، وتغيرت فيه بعض المفاهيم العامة كمفهوم الذات الإلهية إلى مفهوم الذات الأميرية والذات الملكية والذات الرئاسية، وأيضا مفاهيم مناداة الولاة كالحاكم بأمر الله والوالي وأمير المؤمنين إلى صاحب فخامة وصاحب جلالة وصاحب معالي والرئيس إلى آخره، حتى أدى ذلك إلى كسر معلن في شخصية الشخص العربي وتحديداً الشخص العربي السوري الذي يعيش منذ الأزل في خيمة العروبة، تلك الدولة المغتصبة من أزلام الدولة الفارسية، فهي التي نكلّت وعذبت وكسرت الشخصية!

إن اليوم.. وفي ظل انبطاحات وشطحات الانقلابيين القدامى نرى برجماتية عربية غربية على ليبيا ونرى معالجة واقعية للمشكلة في تونس ومصر لكن لا برجماتية في اليمن وسوريا رغم مئات القتلى وتشرد الأطفال والأمهات والأخوات إن الممكن فعله على الأقل تعزيز حماية المحتجين بما يتماشى بشكل كامل مع إعلان المدافعين عن حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم لا للنظر للمصالح الجغرافية والشخصية الأمر الذي يجدد القمع في سوريا ويزيد عدد المعتقلين نتيجة الإصلاح المزعوم، إن الربيع العربي السوري ربيع يستهدف بالدرجة الأولى عائلة الأسد لأنه لا تزال مقاليد الحكم في سوريا مركَّزة في أيدي السلطة التنفيذية التي بناها حافظ الأسد على معايير كفرية..

والتي يدعمها في كثير من الأحيان جهاز استخبارات لا يخضع للمحاسبة أمام المجلس التشريعي أو الرأي العام ولا يخضع إلا لإشراف رئيس الدولة بشار الأسد بل تتدخل غالباً السلطة التنفيذية كثيراً في مؤسسات الدولة الأخرى بما في ذلك وزارة الإعلام، والقضاء، فهذه المؤسسات على وجه التحديد ليست مستقلة ونتيجةً لذلك يقتل اليوم الإنسان السوري بدم بارد، إن برجماتية الخليج وبرجماتية ما تبقى من دول عربية مع الثورة السورية (إن وجدت) فهي برجماتية غير دقيقة فالأولى عدم الخوف من الثورات المذهبية الداخلية أو من دولة إيران الصفوية ومناصرة الشعب السوري الأعزل في إرادته ورغبته واختياره..

هذه ليست دراسة أجريها على الوضع في سوريا بل أنها مجرد معلومات قليلة لا يكاد يوجد مواطن عربي لا يعرف هذه المعلومات عن سوريا لكننا من باب التفريغ لا أكثر وأختصر جل ما أرغب في تفريغه هو أنّه من حقك كإنسان أن تعيش محترماً في كلمتك سواءً كانت عفوية أم مقصودة علنية أو سرية، ... محترماً في إبداء رأيك الذي تؤمن به، محترماً في تصورك للأشياء، محترماً في وظيفتك وشغلك ومهامك، محترماً في بيتك أو غرفتك ومكان راحتك، محترماً في إفصاحك وفي تحفظك، لماذا لا يوجد دولة عربية مدنية ومؤسساتية وديمقراطية باستثناء الكويت (وهناك بعض التحفظات) لماذا لا يساءل المواطن العربي المسؤول العربي لماذا المسؤول العربي يسمى مسؤول وهو لم يسأل ولو ذات مرّة حتى الشعب الخليجي الذي غالبه يدعي الحرية ( هل أنتم حقاً أحرار) أدري قد ينتاب الكثير منكم الخجل جراء قراءة هذه الكلمة لكن أعلنها بالنيابة عن كل عربي نحن الشعوب المغضوب عليها المضحوك عليها المشردين المهشمين هذا واقع لا تغطيه أقوى المسرحيات ولم ولن نرقى إسلامياً و ثقافياً وتنموياً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..

القرآن الكريم ، القيامة أيضا :
( ... ، كلا لا وزر. إلى ربك يومئذٍ المستقر )

المنفى !





المنفى



يا منفى!

يا وطني حين لم أدركك بعد الإدراك..

يا وجودي عندما تغلقني نافذات المآوى..

يا سكني..

الذي لا يزاحمني فيه أحد!

يا ضريحي حينما يستبيحني الدجى ..

خذني إليّ..

خذني بعنفوان وضمني إليك!

أتيتك بعدما ضاقت سماءِ بالسماء!

وأحدثك..

وفيني تجثو زحمة سكوت..

أخلعني وانتزعني وغلفني في أدراجك ..

أنا!

أدراجي مزدحمة!

أنا!

لا أعرفني حق معرفة..

أنا إنسان كالزمرد والزبرجد..

لكنه..

يتضاءل حين يعيشك ويتمشى في متاهاتك!

أنا!

لا أعرف بدونك كيف أجدني!

أفتشني هنا وهناك ولا أجد إلا بقايا من ملامح!

من ذكريات من فضاءات من مساءات..

من غوامض ..

أنا!

أبحث عنّي هناك..

أصرخ بضجر من منّي يراني!

لا كلام لا ضجيج لا صخب لا صياح..

هي نفحات سابقة أو لاحقة إلى المرسل إليّ!

أيقنت أني وحدي!

هناك واقفاً على نفسي من شدة تبعثري!

أنا!

جئتك يا منفاي..

جئتك بوجهٍ يتلكأ وإيماءاتٍ تتكوم..

جئتك ليس كالذين يجيئونك هاربين!

من منافى العمر

والأوطان!

يا منفى جئتك هارباً منّي إليك..

أنا!

لا أعرف مسارات جهاتك ..

لا أعرف أرصفتك وقوارعك وطرقاتك!

أنا!

أعرف دهاليزك وغياهبك والأكمة!

أعرف أتسلل من شقوقك وثغورك..

وثقوب مفاتيحك!

أنا!

ثالث الإثنين

أنا الجسد والروح ودولاب الحقيقة!

أنا الجلاد والضحية وشتات المنفى..

وأنت!

دائماً في المنتصف!

دائماً في المنتصف..

دائماً في المنتصف.

كأنهم في الوغى ( عربجة كلام )









طوبى لكم..
كلام في الممنوع، لذا سوف يكون حديث نجوى بصفة ضمير الغائب، OK..

تعريفه عند العرب : مفرد لغير العاقل.. !
ترجمته عند الغرب: Single Non Avl

أحايين كثيرة.....، وأحايين هذه يسمونها اللغويين جمع الجموع..
ومفردها أحياناً "وهو جمع أيضا" يأوون إليه كوغى هلامي يغشى قتالاً وعراكاً دونَ سيوفاً وخناجر..
يعتمد على إيهام القارئ واعطاهء إيحاءات وإيماءات وتلوليحات بأن المسألة مسألة مبدأ، حياة أو ممات والحقيقة من تحتها فضلاً من جنبها

ينبغي أن يكون الرأي طبيعياً لا جارحاً هادئاًَ لا مستفزاً مستقراً لا متهدوراً جميلاً لا باهتاً سهلاً ممتنع... حليماً لا مزمجرا..
كأنهم في الوغى لكنهم دون سيوفاً وخناجر..

نظرية..
رأي الشخص بمثابة الهواء الذي تم استخدامه من ذي قبل..
فكر الشخص عبارة عن صوراً تم التقاطها من عدة أدمغة مفكرة..
إذن ما الدواع التي تدعو إلى الاستنفار وحالة التياهان التبنـ لوجيا من شاشات وكي بوردات..؟

معادلة منطقية:
الرأي والفكر = فخاخ الكلام
بمعنى يحتاج المرء لفهم وتعمّق في الصّمت إذ إن الصمت يتيح لك أن تكتشف من هو أمامك.. !
فيعطيك قدرك وحقك من مستواك النقاشي وحظورك الحواري فبتمكنك هذا تستطيع أن تتحدى
وعلى مستوى عاليٍ من التحدّي ..

ما سبق متآلف عليه عند أهل التنضير، إذن قد لا تكون أنت المشكلة 100% بل تكون 1000%
فهو "ضمير مستتر" ليس ضد الفكرة العقيمة التي تتهم الكتّاب بأنهم ذوي عقول متحجرة ومجيّرة في آن
بل على عكس ذلك فالكتّاب متى ما كان الرأي والفكر حسب "المعادلة المنطقية" فخاخ كلام، قدِموا أهلاً ورصنوا سهلاً..

بمعنى توفرت لهم بعض الأدوات والإمكانات، والأقلام الملائمة فكتبوا، وهم أولى الكتّاب بالنبوغ والبزوغ..
المشكلة ليست في فعل الكاتب نفسه فقد لا يفعل الكاتب مطلقاً، ولكن ردود الفعل أمر حتمي أحياناً..
ولكن حين يكون المنطق حاضراً في المضمون يختبئ الاختلاف خجلاً وحياءً من البروز..

وبغير ذلك تكون درجة الاكتراث أو التبلد، وربما قلة الحيلة من الدواع الرئيسة في اللكاعة والعرفته الكلامية..
قبول الرأي حاجة ليست ذا معنى وقيمة لطالما إن الطرح موضوعي كذلك رفض الرأي حاجة ليست ذا أهمية حتى يتم إعلانها في كل مرّة

يحاول "الضمير المستتر" ادعاء التفاؤل حتى يجده لكنه حائر دون جدوى..
مكتئبا مبالغا ويتثاءب في ضجر مع ابتسامة باهتة لإنهاء الحوارات مع بعض الاسماء، دائماً بلباقة
فالمضطر يسكن الصعب مؤقتا.. !

هو "المستتر" لا يبرر ولكنه مؤمن وقد اهتدى من عربجية الكلام، هذا وكفى بالله هاديا ونصيرا
لا يتبع ماجرى بين الضمير الغائب والضمير المستتر حفاظاً على حياة الاثنين..

بريدة، عنيزة.. إلى آخره






القرآن الكريم ، سورة البروج:
(...، وشاهدٍ ومشهود، قُتل أصحاب الأخدود، النّار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود )

نجاح، تقدم، سيطرة.. إلى آخره هو الاحترام "الكبير" الذي أكنه لأهالي منطقة القصيم، هذه المنطقة التي أخرجت الدكاترة والمهندسين والأدباء والمثقفون والتجار والقضاة والناجحون في كافة شؤون الحياة، هنا أنا أطرح هذا الموضوع فاتحاً باب النقاش الجاد البناء الهادف بعيداً عن العرقيات والأنساب التي تثير النعرة والعصبية دون أي فائدة وجدوى، أفتح النقاش حتى أصل إلى الشيء الذي يقنعني بحياد وموضوعية وعقلانية، أحايين كثيرة أسمع أن هذا العلامة أو ذاك الجراح أو تلك المخترعة أو أولئك القضاة من منطقة القصيم، الأمر الذي يجعلني أتساءل لماذا القصمان ناجحون بالحياة بهذا الشكل الملفت للأنظار وعلى عدة أصعدة الخليجي، العربي، ليس فقط على الصعيد السعودي، وإن صح تعبيري بهم هم عصب المناصب والتجارة الذي لا يموت، فيأتيني الجواب وهو غير مُقنع للأمانة بأنهم منعزلون ويصعب الدخول معهم وأنهم حاضرة ولا يتقيدون بالأعراف ولكن يتلاشى كل هذا حينما أنظر إلى جانبهم ووازعهم الديني فهو مؤصل ومتين ووطيد والدين أسمى وأعظم من الأعراف الإنسانية الوضعية التي لا زال يتمسك بها أبناء البادية على وجه الخصوص دون غيرهم من البشر ..

وحتى حين أسلم أمري وألقي سمعي وأنا شهيد برأي أبناء جلدتي عن هذا النجاح وهذا التميّز المطلق تتوالى الأجوبة بأن ابن القصيم آنف بالعلو ومتكبر ويحقر مكونات وتعليم أبناء المناطق الخارجية، بمعنى ما هو خارج عن منطقة القصيم، ابن القصيم استحوذ على وزارات الدولة في التربية المتوسطة والعالية في القضاء في الحج في الصحة في الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، في كل مكان وفي كل مجال قيادي كان أو فني مُثمر مُنتج مُؤدي إلى الغرض الذي يحتوي ويشمل، إن ابن القصيم احتوى على التجارة والصناعة ورسا على كل المناقصات الحكومية والخاصة ولم يترك شيء ذا قيمة إلى أبناء المناطق الأخرى، فيكون ردي هو النجاح بأم عينه، هو السيطرة والهيمنة بصحيح العبارة ولكني لا أسمع ما أبحث عليه وهو سبب النجاح ؟ فأوجه سؤالي مرة أخرى ولا يأتيني جواب مُقنع محايد موضوعي عقلي فتعود الأسطوانة المشروخة ابن القصيم استحوذ احتقر تقلّد أمتلك إلى آخره ..

ويبق السؤال مرهون دون إجابة، الأمر الذي قد يعيدنا إلى الحلقة الأولى والتي تكمن بأسف شديد دون أي فاعلية أو تمكن ذا معنى، في التحضر ، في العرق ، بالنسب الذي لم يؤثر ولن يقدم أو يؤخر في من نجاحاتهم مثقال ذرة، وأعتقد بأن العامل الغير مشترك هو رجاحة العقول وايجابية السلوك وأخلاقيات القصيمي عامة دون غيره من الحجازي والشرقاوي والشمالي وغير ذلك من رقع الجغرافيا، الأمر الذي جعلهم ناجحون ومضرب مثال يحتذى به في الكويت وقطر والإمارات وعمان والبحرين والشام ومصر والكثير الكثير من الأوطان العربية، هو النجاح لا غير ذلك، لا أدري ما هو سرّه، متى كان وكيف حصل، لا أدري، لكن هو النقاش والحوار الذي سيكون فيه تبادل الأقوال وإبداء الرؤى، عل ذلك يفيدنا ويطلعنا على أشياء غامضة أو غير محببة لأهل الشمال، وتكون عائق للنجاح، وأعني مناصب الدولة سواء بالسعودية أو الكويت أو قطر أو أي دولة أخرى، لأنني وقبل مدة بسيطة تبادلت مع دكتور قصيمي في حديث جانبي عن هذا الموضوع فقال، ماعندكم غير هلا أقلط تقهوى يالله حيّه علي الطلاق إلى آخر الأشياء التي قد يكون يتمناها ولكن لا يستطيع تطبيقها، فأجبت عندنا دكاترة أفضل منك في التخصص من حيث الثقافة ولبنة صالحة وناتجة وفاعلة بالمجتمع على الرغم يمارسون ما يثير حفيظتك ويغض مضجعك حيال هلا أقلط تقهوى.. يالله حيّه عليّ الطلاق، ولكنهم لم ينجحون ! ، فما هو سر نجاحكم..

القرآن الكريم، البروج أيضا:
( ... ، إنّ بطش ربك لشديد) !

مظاهرات ... بحوش بيتنا !





مظاهرة..
بينما كانت الجموع نشاهد التلفاز مع بعض التعليقات التي لا تخلو من اللطافة ..
قام أحدهم يريد الريموت كنترول لمشاهدة فيلم على محطة روتانا سينما الفضائية في أجواء لاهبة تعددت فيها الآراء والهتافات المؤيدة والمعارضة..
سرعان ما تشكل تيار له مطالب مشروعة وأوليات أساسية تضمنت التالي..
مشاهدة قناة الجزيرة والعربية لمدة نصف ساعة على الأقل وأتى ذلك أثناء طلوع الفيلم على روتانا سينما..
الهدوء المطلق أثناء مشاهدة الأخبار والأكتفاء فقط في الايحاءات والايماءات
فتشكلت مجموعة أطلقت على نفسها عشاق سيما فنددت بحماقة أعمال التيار ومطالبه الغير مشروعة فشكلت لوبي ضاغط على مطالب جماعة التيار
وأنه من الظلم أن تهتم الجموع بشؤون العرب على حساب الأنس ووقت الفراغ معدود الساعات..
فأعلنت لحظياً عن قيام مظاهرة في حوش البيت..
أنظم لها بعض الأخوة وبعضهم أنظم لنا في التيار ذو المطالب المشروعة
وعندما بدأت الهتافات تتصاعد واللافتات التي تعبر عن رأي المجموعة بعبارات مملوءة بالبساطة والعفوية..
تسقط الجزيرة... تسقط العبرية.. يسقط فيصل قاسم يسقط عزمي بشارة..
يعيش هاني رمزي، تعيش روتانا، تعيش تعيش تعيش
ليرحل التيار الظالم، ليرحل، البقاء لعشاق سيما.. عشاق وسيما أيد واحده عشاق وسيما أيد واحده
والهتافات بتصاعد مستمر فأعلن اثنان مستقلان بتنظيم المظاهرة، وقيادة الجموع إلى ميدان التغيير في أوساط الحوش..
وقام آخران بتشكيل لجان شعبية وتوزيع اللافتات والماء والعصائر على المتظاهرين عشاق سيما..
بينما التيار لا زال في أذنيه وقر من هتافات العشاق ويتابع بصمت وصخب لتحليل عزمي بشارة عن ثروات الحكام العرب
وعن الفقراء والجياع العرب وفقدان العدالة في تقسيم الثروة على المواطنين ومؤسسات الدولة..
فقاد التيار مظاهرة حاشدة وصلت أعدادها من اثنين إلى ثلاثة شخوص تقريبا..
تطالب عشاق سيما بالهدوء وضبط النفس وعدم أتلاف أملاك وأثاث المنزل المعرض للنهب من بعض المندسين بصفوف عشاق سيما..
كذلك يدعونهم إلى الحوار ومناقشة الأمر بهدوء بعيداً عن الأصوات الجهورة التي قد تصل إلى بعض الجيران فتخرجهم إلى مظاهرات أخرى..
فرفضت جماعة سيما المكونه من ستة أشخاص عن التنازل عن حقوقها التي كفلها عرف المجالس والدواوين..
وأنها لم ولن تقبل بالهتافات الخافتة وأن مطالبها شبابيه ومكفوله أما هاني رمزي وأما اكمال الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات
فدعاني ذلك على الفور على تسجيل موقفاً لي ولتياري فحملت لافتة تعبر عن مشاعري الفياضة وأحلامي المستقبلية..
رفعت أحد الأطفال على رأسي محملاً بلافتة "المظاهرة سلمية" وهتافات رنانة يا جزيرة يا جزيرة يا حرة يا أبية..
فسألني الطفل الذي أحمله من هي الجزيرة !
فقلت له هي أنا وأنت وهم، هي المقيظة هي المغيرة هي الجزيرة، وأكملت الهتاف يا جزيرة يا جزيرة يا حرة يا أبية..
فسألني مرة أخرى من هي الجزيرة، فلم أجب على سؤاله، من منا لا يعرف الجزيرة من منا لا يعرف من داست على هامة حسني..
من منا لا يعرف من ركلت ناصية معمر، من منا لا يعرف من أشعلت الفتيل في صابر زين العابدين..
وأخذت أكمل هتافي يا جزيرة يا جزيرة يا حرة يا أبية ..
ولحظات وفكت الحشود وتمت مغادرة ميدان التغيير بسلام والرجوع إلى الدوانية، فأنتهى الفيلم وأنتهت الأخبار فطلب آخر ريموت الكنترول لمشاهدة قناة الساحة يالا يالا يالله..
فخرج البعض لعمل مظاهرة ومسيرة حاشدة لشطب قناة الساحة من الريسيفر فانضمت لهم بعض الجماعات والتيارات والأحزاب..
وحصل كما حصل في المظاهرة السابقة تشكلت تيارات وجماعات ومطالب رئيسة وغير رئيسة، يالا يالا يالله وتشكلت لجان شعبية ومنظمين للمظاهرة إلى آخره
لكن الغريب في ذلك كانت بعض العبارات أجنبية واللافتات كذلك ويبدو المظاهرة هدفها التدويل..
وهكذا دواليك وعلى العموم كنا سعداء بالمظاهرة في ذاك اليوم مع أننا صدمنا بكثير من الأسئلة الغوغائية من المتظاهرين.. !
إلا أنها كانت بدايات والبدايات لا تخلو من الأخطاء ومع ذلك العمل فيها كان منظماً ومشجعاً لحدٍ كبير..
وذلك لا يساورني أدنى شك في مظاهرات مستقبلية تحصل في منتدى السبعة تطالب بسقوط النظام ورحيل المشرفين والإداريين..
فالعرب سباقون للموضة بدءاً من قصات الشعر والملابس وصولاً إلى موضة المظاهرات المطالبة برحيل الأنظمة
حكاية من نسج الخيال علها تجسد واقع الأقليم..

ضحية فى الستين من عمره !!



تقدم الوقت يا وليدي إنهض وتعوذ من الشيطان
صباح الخير (يمّـة) ، الصباح أصبح والصبح تنفس و أنا طوال الليل أصارع تلك الملفات والأوراق ، أنظري يمّـة لتلك التي فوق المكتب .. !
أعلم يا بني أنك تتعب ، تتعب ، تتعب ، وترهق نفسك ، سنوات هى ، أرجو أن تنقضي وتذهب بسرعة و أراك مطمئناً ومرتاح البال
إيه يا يمّـة ، أين نحن من ذلك اليوم ، الله يحيينا ، لا حول و لا قوة إلا بالله
دقائق فقط :-
كل جمعة يتكرر هذا الموّال
اليوم هو يوم الجمعة ، عوّد أحد الأقارب نفسه على زيارتنا فى هذا اليوم من كل إسبوع دائماً أراه بحالةٍ يرثى لها حالة تقطع شرايين القلب
الملابس معطنة رثة متسخة «الشماغ» الأحمر بلا ألوان معدوم الرؤية والترابيع.. الوجه مرهق مُترب مُتعب مسوّد ..!
عندما يدخل إلى الديوان سرعانٍ يتجه جهة المركة التى فى الزاوية ليتكأ عليها ، مادداً رجليه , باسطاً ذراعيه ، مشعلاً سيجارته
مستقبلاً هواء النسناس الذى يأتيه من الباب والشبّاك ..!
لا يتعدل في جلسته إلا فى حين تناول الإفطار معنا
حينما ينته من تناول الإفطار , يعود ليشعل سيجارته ، يكحف بشكل لا يتصوّره أحدكم ..
لم يبقَ له فى هذه الحياة سوى السجائر , أو بصحيح المعنى , لم يختر رفيق درباً سواها.. !
يُشاهد الفضائيات بملل دون كلل وما تعرضه القنوات الاخبارية أولاً بأول , أنا ووالدي نفترش الصحف بجانبه.. !
بعد ذلك يقف والدي ليذهب حيث يكون المسجد ، مبكراً قبل حتى الآذان
ويبقى ذلك الزميل الذى غدرت به الدنيا والأحباب والأقارب ! ، جالساً بجانبى نتابع الأخبار بهدوء وصمت وسكينة ملفتة للأنظار..
يذهب إلى دورة المياة ثمَ إنه يتوضأ عند أول تكبيرةٍ للمؤذن , ثم إني ألحقه لأتوضأ أنا الآخر
ومن ثم نخرج سوياً متجهين إلى المسجد المقابل من منزلنا لنصلى صلاة الجمعة..
نأت فنجلس جلستنا الصامتة نحن الثلاثة , إلى أن يحين وقت الغداء , فيتعدل زملينا مرَّةً أخرى ليسمي على الأكل..
ثم بعد فإنه يعود لصديقته التي نخرت عظامه: السيجارة و «استكانة» الشاي هى الأخرى .. !!
ينته منهما ، يتمدد أكثر , فأكثر , إلى أن ينسدح ثم يغط فى قيلولة عميقة.. !
يذهب أبو علي ليأخذ قيلولته هو أيضاً , وأستمر فى مجالسة الصمت والهدوء مع زميلي العاثر
هذا وبعد أن أغطى أشلاءه أو بالأحرى ما تبقى منها بغطاء ثقيل جداً حتى يحميه من النسناس .. !
أولع زقارتي وأتفكر , وعيناي تنظر إليه وهو مسدوح , وأحدثنى عنه وعن أحواله وأوضاعه الميئوس منها .
عمره يقارب الـ 60 .، أي ما يُعادل ضعف عمري ، يقطن في «خرابة» , هى أشبه بـ الحاوية الكبيرة
يستعيش على ما يتلقاه من مساعدات الأقارب الزهيدة , المسكين حتى زواج لم يتزوج .. !
هو يُعتبر ضحية أوائل التسعينيات بعدما تم تسريحه من عمله فى وزارة الدفاع..
هو لا زال حتى الآن بلا عمل ، بلا زواج بلا بيت ، بلا حياة كريمة نظيفة عفيفة.. !
لا أدري لما حضرتى كتبت عنه ، ربما لأنه لم يأتِ حتى الآن , حتى وإن جاء , فـ السيناريو والأكشن أعلاه سوف يتكرر اليوم
مثلما تكرر فى الإسبوع الماض وما قبله.. !
مهلاً مهلاً.. هاهو يطرق الباب فيأهلاً ويامية ألف سهلاً !

المقامة الصلعانية




عِنديَ يا قومُ حديـثٌ عَجيـبْ *** فيـهِ اعْتِبـارٌ للّبيـبِ الأريـــــــبْ
رأيتُ في رَيْعانِ عُمْــري أخا *** بأسٍ لهُ حدُّ الحُسـامِ القَضيــــبْ
يُقْدِمُ في المَعْـرَكِ إقْـدامَ مـنْ *** يوقِـنُ بالفَتْـــكِ ولا يسْتَريـــــــبْ
فيُفْـرِجُ الضّـيـقَ بكَـرّاتِــــــه *** حتى يُرى ما كان ضَنْكاً رَحيــبْ
ما بـارَزَ الأقْـرانَ إلا انْثَنــى *** عنْ موقِفِ الطّعْنِ برُمحٍ خضيبْ
ولا سَمـا يفتَـحُ مُستَصْعِـبــاً *** مُستَغْلِقَ البـابِ مَنيعــاً مَهيـــــبْ
إلا ونودِي حيـنَ يسْمـو لــهُ *** نصْرٌ مـنَ اللهِ وفتْـــحٌ قَريــــــــبْ


مقدمـة:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، الحمد لله أعطى اللسان، وعَلَّم البيان، وخلق الإنسان، لك الحمد يا من هو للحمد أهل، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد، الحمد لله فما غرد الصلال وصدح، وما اهتدى قلبه وانشرح، وما عم فيه سرور وفرح، الحمد لله ما ارتفع نور الحق وظهر، وما تراجع الباطل وقهر، وما سال نبع ماء وتفجر، وما طلع صبح وأسفر، وصلاة وسلاماًَ طيبين مباركين على النبي المطهر، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، ما سار سفين للحق وأبحر، وما على نجم في السماء وأبهر، وعلى آله وصحبه خير أهل ومعشر، صلاة وسلاماًَ إلى يوم البعث و المحشر.

أما بعـد:
يا أيها الآخرون، إنيّ أعبد ما تعبدون، أنتم أهلاً وتعلمون، ولكنَّ في الرحى ترغبون وتضربون، دوّنتم وكانت عمق المشقة، واستحوذتم المغمورون عددًا وثلة من العامة، هذا رغم العائمة والطامة، ما قد كنت راضياً التصدي بموضع ألردي، بل آنسًا مطمئناً بالقربِ والبعدي، لا حقدًا يعرف لي طريق، وكلاهما الطرفان في ذكرٍ مُنزلاً خليق، وجمعاء الخلق في ذلك سوياً شهيد، يلفظون قولاً والله رقيب عتيد، فآثرت الصد مع قوة في الرد، إكرامًا لنجعة بعض الشيوخ، هم قدوةً وبهاءً في العلو وفي الشموخ، خلقاً وأدباً وبالعلمِ هم رسوخ..

حينئذٍ كان الأمر لي قد بدى، وهنت وتساؤلاتي في سدى، من أناس ينطقون التقى والهدى، أيحل هذا بشريعة الإسلام، أيعلم الرفاق يا أيها الصلال بأن الأخلاق مع الشريعة وئام، أما إن الغلو والشوفينية في التقوى زيادة، أو عليهم مأربه أو دين وِجِبَ سداده، هو ما أثار حفيظتي المحايدة، بين الأخوة الأخوان والمعتزلة المحددة، لكن أنتَ تبقى أخىً عزيزاً يا محمدا، اختلافُنا وحوارنا لا يفسد ودنا وأخوّتنا مطلقا، ديننا دين الإسلامَ والمحبة والسلامة، أليس كذلك، فكم أتمنى من أصحاب المؤامرة، أن يعلنوا عن قيمتها المؤجرة، لكنت أكثر قبولاً وتقبلاً ومؤازرة، ربنا الله تعالى واحد وديننا الإسلام أهل سنة وجماعة واحدة، أيجرؤ بذكر اسم واحد من مؤامرة واحدة، أو يأبه ويقلق من أن لا يحظى بقبول مطلق، فإن الناطق بالحق في زمن الرويبضة يُتركْ وأبوابه تغلق، ثم يولي مدبراً منطلق، ريثما يُقطع ويُهجر ولا شيءٌ منه يبقَ، وإلى هاهنا قد يكون أجمل الأجمل أن لا يفقه المرء شيئًا ..

لكن قد يكون أجمل الأجمل، أن تتغير الأدلوجة والرؤى والقناعات من المحمل، والبشرية أجمع تتمرحل تفصيلاً لا مجمل، أحدن صامل ومقاوم في قراءة مطويات نبي بني جام، وأحدن تاب "توبة مثقف" تبرأ ونفى العلاقة الوطيدة، لكنها قمة من جراءة وبسالة من الشجاعة، حينما يقر الفردويون أن الدين كله لله لا لجماعة، ذلك خيرا لك أيها الآنب، أيها التائب، جرّد نفسك للمرّة الأولى من اللغو الفارغ، جرب في انبلاج فجر كل يومٍ بازغ، أعلم بأن العابرون إلى ضفاف الرأي والفكر، يقرؤوك ويتابعوك ويحترموك بالذكر، أنتَ الوحيد من ثلتك من يكتب من جراء نفسه مستخدما أدبه وفلسفته وثقافته، أما بقية فصائل الميليشيا نهى فلان وحرص علان إلى آخر الإملاءات، صه.. !
رب كلمة تقول لصاحبها قلني !، ورب كلمة أخرى تقول لصاحبها صهٍ، صهٍ، صهٍ، لك ياا ناعق يااا ناهق على لسان آخرون..

الإمبريالية الدينية / الإسلامية مُرهبة والأُخر مُسالمة ! ( مؤامرة فظيعة )




يامكروفون...!
يامصافي نفط
ياكومة ديون
يابلد
يارشح .. يازكام
وياكثرة سعال
يابلد يبدا الأجابة :
قبل مايقرا السؤال !!

( 1 )

يامغفل
ياغبي
يابلد...
ياعربي
يابلد يامُحترم جداً
ولاهو مُحترم
يابلد راغب علامه
يابلد نجوى كرم
يابلد صاير على هالكون عاله
يابلد يستورد الصابون
ويصدّر : زباله
يابلد يافا وحيفا
والله ( مالك الاّ هيفا)
يابلد إملا الفراغ
يابلد وتفضّل اعرب :
بلد المليون مُستشهد غدى
بلد المليون مُطرب..!

( 2 )

يابلد .. يامكروفون..! يامصافي نفط ياكومة ديون

يابلد يارشح يازكمه وياكثرة سعال يابلد يبدا الأجابة : قبل مايقرا السؤال !!

( 3 )

هاذي العروبة
كل واحد منشغل في كيّ ثوبه
مادفعنا لو دفعنا :
عن فلسطين الشظيّة
ماحمينا طفل واحد:
من رصاصة بندقيّة
يعني نتكلم وفي كل القضايا
بسّ مانحمل قضيّة !!

( 4 )

طزّ ياشعب الكلام
طزّ :
ياشعب المحبة والسلام
طزّ ياشعبٍ نسى يبكي على الدرّة ولكن :
مانسى يضحك مع عادل إمام !!

( 5 )

يابلد والله ورب البيت والشاهي ودخّان الحقيقة
ودّي الثم ريحة القدس العتيقة
يمكن اكسر حاجز الدمع الثقيل
يمكن احضن :
ثوب طفله في الجليل
يمكن اكتب عن وجودي
عن إهانة شيخ في قبضة يهودي
عن بقايا من شوارع
من عماير
عن بلادي كيف نامت في سرير الذلّ تتعاطى السجاير !!

( 6 )

يابلد هذا كلامي :
واضح وسهل ونظامي
بلد المليون مُخبر
ماقدر يمسك حرامي .......!
خاطرة عبد المجيد الزهراني



أما بعد، ما يلي ليس سوى أكاذيب وكلام فارغ لا يهم أحد !
في زمن ولى ومضى كانت إمبريالية الإسلام متوغلة في كل شيء لإقامة شعائر الله ليكون الدين كله لله، بالفتوحات وفي التوسعة الجغرافية حتى كان المد الذي يدعو المؤمنين إلى السيطرة والهيمنة بمشيئة الله وبمبتغى الحبيب المصطفى على الإمبريالية المسيحية والقومية الفارسية وفق قوى إيمانية واقتصادية وسياسية وامتازت بذلك دوناً عن الإمبرياليات والإمبراطوريات المناهضة، ومن المعروف المألوف إن إمبريالية الإسلام متجانسة تحت ذرائع التفوق والتبعية والسيطرة العادلة المسالمة اسماً وفعلاً لم تكن استبدادية أو فاشيّة بل لقد كانَ الضعيف يحكم الفطاحل من الأقوياء والأغنياء بإيمانه رغم فقره وضعفه، العالم بأسره آنذاك متأهب في أي آن من الأوان وفي أي لحظة من اللحظات لسيطرة إسلامية، فنواقيس الخطر الكُفرية كانت تدق في ضوء المد الآسر ويتسارع المد على وتيرة الولوج والتوغل الإسلامي..

المد الإسلامي بدءاً من النهضة العثمانية وانتهاءً إلى ما عليهِ أمة محمد اليوم من انغلاق واعتزال جموعي سيورد في السطور التالية ..
خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر لم تكن أية مقارنات أو أوجه شبه بين قوى العثمانيين وقوى الأوروبيين بل إن الإمبريالية الإسلامية امتدت إلى قعْر دار الكُفر القسطنطينية "عاصمة الإمبراطورية الرومانية" وكانت على يد محمد الفاتح ولهذا مقاصد وعدة أسباب، حماية الإمبراطورية العثمانية من خُنّاق الاقتصاد الإسلامي ورغبة في الرد وإثبات الوجود ثم يليه حماية البلاد الإسلامية من المسيحيين والتخلص بأي شكل من الأشكال من مضايقات البرتغال والأسبان الذين كانوا يسيطرون على تجارة الشرق الأقصى وتجارة الهند، فوصلوا إلى المبتغى غرباً فبدأت النكسة الأولى شرقاً، وكانت بتخطيط دُبر بليل من الدولة الصفوية "إيران اليوم" فاحتضنت المعارضة العثمانية المطالبين بالعرش العثماني ولم يكتفوا بذلك بل وقد واصلوا في نشر التشيع إلى أن وصل لرعايا السلطان العثماني وابرموا حلفٍ مع الصليبيين الأمر الذي جعل السلطان العثماني سليم الأول يتدفق بضرب الصفويين حتى ألحق بهم الخسائر والضرر البليغ

بعد هذا كله، الإسلام اليوم بمثابة الدائرة الكبيرة وفي كل مساء تصغر هذه الدائرة ولكنها لا تزال كبيرة !
النصارى اليوم، رغم أن الله تعالى أنطق لسان الأرعن بوش -أخزاه الله- ثلاثاً وبصوتٍ جهور، الحرب صليبية صليبية صليبية، إِلاَ إن العالم الإسلامي وغالب الحكومات العربية اليوم يرون بأنهم دعاة السلام ليس وكفى بل مع أتباعهم وأنصارهم، جميعها الديانات مُسالمة إلا الإسلامية مرهبة، في كشمير والفلبين صليبية في الصومال وإرتريا صليبية في أفغانستان والشيشان والعراق وغيرها صليبية إلا أنه وللأسف البالغ بالشدة لا تزال بعض اللحى عفواً "غالب" اللحى الإسلامية تستنكر نشاط جماعة الأخوان المسلمين ونشاط الجهاديين الذين لم تنطفئ جذوة الرجولة والفحولة في صدورهم، إن تصرفات بعض الإسلاميون اليوم هي مطابقة لتصرفات كفار قريش ويهود خيبر من ناحية الطريقة والعمل، أفعال وألفاظ يحتويها الخزي والشنار يستخدمونها لإغاظة جماعات إسلامية لا تنسجم مع نهجهم الانطوائي الاعتزالي المنغلق، ففي ظل التاريخ والظروف المحيطة لأمة الإسلام اليوم نجد المتغيرات من سيء إلى أسوأ، وقاحة وقباحة وحماقة وبجاحة وحزمة مؤامرات ومآرب لغايات ما أنزل الله بها من سلطان، هؤلاء جميعهم في وادٍ وجماعة التحذير في وادٍ آخر فهؤلاء الدنيا ملؤها حقداً وكرهاً بالمبتدعة وهم أصحاب النكسة الثانية شطروا الدين ومزقوه إرباً إرباً ..

أتساءل بعد جرم بوش الذي رمل الأيامى ويتم العذارى وثكل الأمهات وقتل الأبرياء، أتساءل بعد خيانة إسماعيل الصفويَ الفظيعة لإمبراطورية العثمانيين العظيمة، أتساءل بعد تحويل إيران من غالبية ساحقة 90% من أهل السنة الشافعية إلى دولة صفوية 100% أتساءل وأنا لا أقرر بالنيابة عن الحقيقة وإنما ألوّح بالأفق علني أغير قناعات شباب العزلة أصحاب النظرة الضيقة، أيستحق هذا الدين العظيم تفاهتكم التي تمارسونها على الغوغاء والدهماء وعامة الناس !؟

وهم يتساءلون دائماً وبمفرداتتهم المعتادة عن سبب التهور الأحمق، والحماسة الغوغائية، والاندفاع الأهوج، وينعقون ويطعنون ويرتابون بالخليقة جمعاء، لا يكتفون في ذلك بل يحاولون أن يحصروا الإسلام ولا يصدروه لأي أحدٍ كان، سياسات التقسيم والتقزيم والتحجيم قائمة في منهجيتهم حتى حين، يبتغون التحجير والتجيير على حدٍ سواء، تكلم عقلاء الإسلام وقد اسمعوا وهم إلى الآن ينفون البديهيات هرباً من الواقع الذي لا يتحتم عليهم قبوله، بل يجادلونك في الواضحات، وإن قلت لهم إن أصلكم تراب ثم من نطفة ثم.." استكبروا وصرخوا بأنهم الأعلون، أما بقية الإسلام ما دون ذلك، المسلمين اليوم بحاجة إلى الابتسامة إلى شيء من التفاؤل لذا نصيحتي لكَ أيها المسلم المؤدلج !

- أن لا تستمر فيما أنت عليه من سمع وطاعة لجلاوزة المعتزلة.
- اقرأ التاريخ بنفسك وخصوصاً سيرة الحبيب المصطفى فإن في ذلكَ لجمٌ عظيم.
- لا يغرّنك بعض المنابر فإن العاطفة والسمع المطلق إذ وجدا في ملتقى اعتزالي جعلاك مشوشاً فكرياً ونفسياً ورُبَّ يجعلانك تنحرف لطريق العزلة.
والسلام !

الزقمبية هم الفئة الضالة.. !


وبعد ،،

إن الناظر لموقف الزقمبية شبان وشابات السلفية المستجدة الغير أصولية حاملي لواء الدادية "الاحتجاج الديني الفوضوي على رأي ديني آخر فردوي" ..
يجد أنهم منذ عشرة سنوات أو أكثر يفجرون في خصومة الأخوة في الطرف المغاير لهم الأمر الذي يؤكد يقيناً مدى ضحالة الفكر والضلال والإضلال الذين هم فيه، ومع كل ذلك فقد نادوهم حتى المرجفون من العلمانيون والليبراليون والتعدديون نداء الشفقة والرحمة، نادوهم نداء الحسم والحزم بموقفهم وإثباته بكل شفافية وبدون تلون ومن غير خداع وزيف وسفسطائية، مذهبهم الحقيقي، ولا يخفى على العقلاء بأن السفسطائية هي تعبير عن رأي مستند على قياس وهمي باطل الهدف منه إسكات الخصم، وهذا ما يمارسه بعض الزقمبية هنا ..

لكنهم يصِرِّونَ بعدم الوضوح وبعدم توغل السلفية المحقة بمناقشة بعض المسائل الاختلافية حتى لا يتحتم عليهم الفعل، نادوهم وقد بينوا لهم الحق بالدليل من كتابهم ومن سنة نبيهم ومن كل ما تبع منهجه بالأقوال والأفعال، نادوهم الفئويات الضالة "كما يسميهم الزقمبية.." وحذروهم مما هم فيه من طغيان وظلم وضلال وغاوية .!

كل غيور على دينه نادهم ، بل نادهم الأقربين منهم قبل الأبعدين، ولكن تسكن قلوبهم الضغينة وعشعشت الجهالة في عقولهم..
حتى حالت بينهم وبين الرجوع إلى السلفية المحقة، إلى الطريق الساجع المستقيم القويم، حالت لأنَّ المبادئ والسلوكيات ليست مجرد أثواباً يفصلونها حسب الطلب ليرتدوا ما يناسب كلٌ فعلٍ وكلُ موقفٍ يمرونَ بهِ، حالت يا سادة لأنَّ موقف أصحاب الثغور موسعي الفجوة ، مخزي جداً وجداً معيب ، حالت لأنَّ عادل يصرح تارة بأن الغناء جائز وأخرى غير جائز لخدمة الدعوة إلى الله، وآخر رضعه واحدة لا تكفي حتى يكون الراضع من أهل بيتك، وحل السحر بالسحر لأن عظمة القرءان لا تبطل كل الأسحار .! ، يا إلهي فكر غريب فريد دخيل أقحم بالمجتمع رغبة بالإثارة والشهرة حتى أصبحنا في معمعة "فوبيا الفتاوي" ..

صور الضلال والإضلال لهؤلاء الشباب الضال صور كثيرة ومتنوعة، فكم من أنفسٍ بريئة حُرمت من الالتزام الديني بأيديهم، وكم من نفوس حرموها ابسط حقوقها في إبداء الرؤى ..
كم من أموالٍ وكم من ممتلكاتٍ وكم انحلالا أخلاقياً ينعم به ابن أميّة الزقمبي الذي يحرث في نار الفرقة والتحزب ومعه اللوبي يحرثون، لم يرحموا أو يتركوا منّا طفلاً أو شيخًا أو امرأة إلا وقد رصْعّوه بعلامة الجودة بأنهم الفرقة الناجية والأخرى آثمة، لم يراعوا أيُّ قيمة دينية ولا حتى أخلاقية، لم يبالوا بشرعٍ ولا عقلٍ ولا إنسانية، أتذكرون حينما رفضوا الإمضاء على مشروع المقاطعة الذي قدمه مجموعة من زملائهم الدعاة، بحجة واهية لا تمت للمنطق بصلة، واهاً يدعمون مشاريع الإغاثة والحروب الأهلية، والشيوخ الذين يسميهم الزقمبية "فئويات ضالة.." .!

أصروا وألحوا على قطع العلاقات وغلق السفارات وجميعهم تحت شعار واحد عرضي بعرضك يا رسول الله، فهؤلاء يعتبرهما الضالون ضالون، والضالون يصرون على إبقاء العلاقات ونشر دعوتهم المنغلقة فكراً ورأياً والتي تنص على أن دين الإسلام أحزاب وجماعات جميعها هالكة إلا هم وهذا ورد وذُكر ولكن هل هم المعنيون الحقيقيون ! يساروني شك كبير بأن من يطعن ويشكك في شخص قُتل لأجل أن يعلو الإسلام وأن لا إله إلا الله محمداً رسوله ومصطفاه، ويعترضونَ عليه لأنّه قد أخطأ ومن منّا معصوم عن الخطأ، الغريب أن شيوخهم "شيوخنا ونحن بهم أولى" لم يشككوا ولم يرتابوا بالشيوخ والعلماء ..

الأدهى والأمر أنهم أكثر الناس مطالبة لمخالفيهم بالدليل، ثم هم أقل الناس فهماً لمعنى الدليل، وأكثرهم إغلاقا لفهم محتواه، فالدليل لا يعدو أن يكون معلومة ؤخذت من جهة عدوة للجهة المقابلة، أو نقلاً من لسان سين من الناس .! ، إن ذلك من المتناقضات الراديكالية في أهدافهم ورؤاهم، إذ أنهم يتفيهقون بنفي كل شئ معارض للمنهج وقت لا تتوافق المصالح، ثم لا يثبتون شيئاً واحداً منه حينما تتوافق المصالح مع ما يسمى بالضوال، ما قد رأيت سلفياً عضواً أو منتسباً إلى الزقمبية إلا وادعى وصاله بالآباء الثلاثة بن باز بن عثيمين الألباني، وليس بالآباء فقط بل بأقاربهم وأنصارهم !

ولكن ادعاءه مجرد هراء فهو سرعان ما يتلاشى ويُنس خصوصاً إذا كانوا متربعون على شاشات التلفزة والكمبيوتر والبلاك بيري، وفي كل الأحوال سوالفهم تفشل وما تترقع بالمرّة .!

ضلالهم أكبر أسبابه في ظني هو عدم قراءتهم لسير بعض الشيوخ واكتفوا بالاحتفاظ ببعض المعلومات الخاطئة التي رسخت في أذهانهم في زمن ما قبل النضوج ورُبَّ كانت من عربجي له يومين ملتزم وربما سفسطائية، أو لربما نظرية "الفاصوليا" فأصحابها يعتقدون أنهم اعتمادا في مرحلة ما بعد عالمية التفكير ونظراءهم في مرحلة ما قبل الحي والفريج، فلا يجوز لك بأي شكل من الأشكال أن يجاري عقلك عقول آخرين مطبقين قواعد النظرية، ففي عالمهم لا غرابة أن تكون نظرية الفاصوليا حاضرة في كل الأحايين الواعية والغير واعية، فقد تكون حاضرةٌ واعية في مجالس عارمة بالصمت والسكينة، ما حولك أحد "الصمان" !

وقد تكون حاضرة غير واعية في مقاهي اللغة ومسارح وذكّر وأف 9 وما إلى ذلك .. !!
إن كانت في حالة الحضور الواعي، فهي تشطح وتنطح بالآبهين والراغبين الآنسين، ولا غرابة من ذلك، هي نظرية الفاصوليا، "مانخوليا لا جديد" ! ، وإن كانت في حالة الحضور غير الواعي فهي مجرد أشياء تبدو كعينين ولساناً وشفتين ومع كامل ملحقاتها كجسد آيل لمكامن الانعدال والثبات "تحنيط المشاعر والأحاسيس" ، نظرية بلهاء ولو اُدخلت بموسوعة غينيس للأرقام القياسية لأخذت المركز الأوّل في البلاهة ..
( دستور النظرية ) الاتفاق هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن تطبيقه !
( مبدأ النظرية ) لابد من الاستعانة بها في حال وجود عقليات تؤمن بها !
( قانون النظرية ) رغم سهولة التطبيق، إلا وللأسف الشديد سهلة التطبيق !
( رؤية النظرية ) الزمن لم يعد زمناً مناسباً لفهم الأشياء والتحقق من صدقها !
وختاماً يقرؤون القرآن ولا يفقهونه ولا يدرِكون مقاصده فيا أدعياء السلفية السلفية منكم براء ..

شــتات


قروباتية ، ميليشياتية ، شللية ، ربوعية ، جماعية ، فئوية ، تحيزية .
انقسامات ، مناوشات ، نزاعات ، انحلالات ، تشكيلات ، همزات ، لمزات .
كل الطرق تؤدي إلى اللا شيء..
اللا شيء طزّ فيه من غير مناسبة .. !

عندما بدأت التخاريف ( قصيرة جداً )


كان الأخير من خمسة إخوة وأخوات ، عقدوا قرآنهم جميعاً والآن آتى عقده .
هدوء خيم فيه السكوت وعمّ أرجاء المنزل ، وبقى المسنون ، وحدهما .
الأب: تحملته ثلاثون سنة ، واليوم حانت الراحة .
الأم: ما أحسسنا بالطمأنينة والتآلف لحظة ، واستمـررنا لأجلهم .
هو فى الرابعة والسبعين ، وهى فى الـسـتـيـن .. !!
كانت صدمة مريعة ، حين وقعت أرضاً طليقة.

ولازال التحقيق مستمراً .. !!


قهقه الحونشي وكفاه تـُصفقان الخطى جهلاً وبجاحةً ، هو لا يقهقه فقط حين يجوب شوارع الضواحي
يقهقه دائماً بطريقة ساذجة أنهكت مساره
حين توفى أباه جاءه العلم فقهقه ، كان حزيناً لكن حزنه غريب ومختلف ، رأته أمه فـ قالت:-
مالذى آتى بك اغرب عنّي أيها الملذوع عقلا وشيمةً
أتبكِ وقد ماتَ من رعرعك حتى أصبحت إكديشاً ، انصرف ماشياً عنها وقليبه يتمزق ، مقهقهاً
فسمع صوتا مؤلماً يناديه
تحية من ثم بادر الأخبار :-
أينك حسوّن الملعون ! ، هزلت وقهقهة كثيرا يالحونشيّ ، ستوارى الأنظار قريبـا.. !
نقطة من بداية السطر : الحونشي هل أجد عندك ديناران ؟!
مدّ لهُ مبتسما دون إدراك حقيقى فى تلك الإبتسامة ، خَبْء حسوّن فى مخبأه وهو متمتاً عبارات الشكر همساً وخجلا
الجو ساخن وحارق والسخونة فوق الرؤوس ، أو يفترض أنها كذلك
كل الأدمغة أخلت الضواحي بحثا عن هدوء تـُقيُل فيه الأجساد ، إلا الحونشي
واقفا على أحد أرصفة الضاحية ومرتكنا هناك ....
كأني أراه جانب شبة الكهرباء ، يجاهد قدر إمكانه وقدر المستطاع فى إستغلال ظلال عمود الإنارة
هو أشبه بالخيزران لكن الشمس الحارقة عمودية ليست جانبية
يتطلّع فى كل ثانية مرتان أو أكثر إلى السّاعة ، الوقت لا يمشي إطلاقاً فى مثل هذه الأوقات
العرق لزج مزعج فوق جلده
تنتابه حكة فيحكّ رقبته فتتشكّل بقع سوداء ووسخ مكوّر عند أطراف أصابعه
دائما هكذا دون جدوى ، حتى أنتابني شعور أني سألقي به ليس فى الجب وإنما فى أقرب مغسلة بشرية
قال له نديمه فى جلسة شكشكة (دنمبكجية) أنها تسوّق الأخلاق وتعهر وراءه ، حطّم زجاجة فيمتو فوق دماغة
لم يعد إسطوانته المشروخة ، لكن حسون المعلون "الحونشي" أصبح يفكر فيمَ لا يذكر لِيقال
يتطلع مرة أخرى إلى الساعة وهو يسوّق السباب والشتام فى كل شيء
حين أهداه نديمه تلك الساعة فرِح واستأنس بها جداً ، لم يكن يردد أن ما يشترى بالقيم والمبادئ ممكن أن يكون باباً يفتح جوانب مضرة
قال له خذ هذه علشانك وبصحّتك ، فأخذها متشبثاً بها وهو يفكر فى أنه غير نظامه وداخلا فى حقبة جسدية جديدة ، ربّما أصبح أكثر رجولة
فالرجل مليان ومبزنس ، فكّر فى أخاه:- تبّا لك يااا حسين ، "حسين" أدرك حسين أن ما أقترفه سيكون مؤسفا ومخجلا مع مدير العمل
الهتاف الحاد لا يعنى إلا تقريعاً شديدا ، هرع بسرعة ورمى سيجارته على الأرض وفركها فركاً جميلا
شدّ قامته صاغرا ، يا كذا .. يا ابن الـ 16.. سـ.. كذا .. !
لم يكن ليقول كذا إنما مفردات نابية جداً ، إنحنى حسين على يد أخوه السيد العائد تائب ابن آنب " بطولة الرواية والحونشي سابقاً "
فإبتلعها وهو يعتذر بشدة
لأنه ابن كذا ويدخن كذا ، أمره أخاه تائب ابن الآنب بالعودة إلى جلوده ليذبغها ثم انصرف منتفخ الأوداج
انتعل نعليه ثم أمتطى سيارته السوداء الفارهة ، وقال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
ذهب ليشتري أشياء وحاجات وكذا ، لا تصلح لأية أشياء وحاجات وكذا
-إنتكاس ونكسة ونقطة من بداية السطر ، لا تائب ولا آنب الحكاية صعلكة بالدّس .. (!) وتستمر الرواية ..
حدر إلى المقهى ، دخّن سيجارتين من سجائره النص كم التى سرعان ما تؤدي إلى الجك بم
احتسى قهوته وهو مسترخ على الآخر كأي سلطان آخر
صحيح أنه أشعث وقصير القامة ، لكن من قال أن السلاطين لا يكونون إلا طوال ؟!
ذهب إلى بيته ، طقطق ثم تراجع ثم تقدم وأخرج المفتاح من مخباه وفتح الباب وسحّب قدماه منهكاً
استقبلته فى الرسبشن زوجته "مقرودة"
هى بنت السيد مقرود بن مقردن آل قرادة مرحبة فى فطـــــور :-
حمداً على السلامة ياا ابن الآنب..
سلمك الله .. حضري لى سطل ماء ساخن ، أبغاه يشلوط تشلوط يا مسطولة ، حتى أكمد فيه قدماي .
ليس الآن أم صويلح تنتظرنى فى الصالون .. !
كظم الحونشي غيظه وولّى عنها وأدبر ، مقرودة بنت آل قرادة حدرت إلى الصالون مستأنسة بنصرها
فمنذ زمن ليس بالبعيد كانت أي علامة رفض تكلّفها الركل و الرفس والولوّلة
منذ أصبح الملعون عاجزاً غدى تعامله معها مختلفاً ، الحونشي قلق وخائف أن يهتف فى وجوه الجموع بِـ مياعة
فالحونشي حونشي ، والأدرع أدرع وحين يبتغى الملعون إستدراك الرجولة الضائعة ولا يستطيع وهو عاجز....
تربت على أكتافه ، مواسية مبدي الوقار قائلة : هذه ليست إلا عيناً حسودة أصابتك ويارب تزول
وفى كيدها تردد :- الذى ادعى الحونشية يموت بالمياصة
مقرودة لم تفضح الحونشي ، لكنها قالتها لصديقتها أم صويلح . فقالت لها صاحبتها فى إنزعاج شديد :-
كيف تتحملين جحشاً لا يصلح لشيء ؟!
فردّت عليها :-
ما أصابه نعمة أحمد الله عليها ، الآن لا يستطيع ضربي وركلي ، ثم وأنا فى هذه السن لم يعد يهمني......
صوت من النافذة ينادي على برهان ولد البنغالية ، رمت له أوراق نقدية من خمسة دنانير ، وألزمت عليه إحضار ربع كليو مكسرات وليحتفظ بالمتبقى من الخمسة
لم يصدّق برهان نفسه وهو يتنقّل بين الدكاكين ودار الحونشي
يفكّر فى الدنانير المتبقية وما سيصنع بها ، توجّه إلى "بعبع" بائع السجائر
اشترى منه بكت قودليف أرخص أنواع التبغ والكير ، خبء المتبقي فى جيبه وقصد السيكو سيكو !
بناية مهجورة كانت بها يوما شركة
أغلقت أبوبها وسرّح عمالها ، يجتمعون عندها فتيان الحي للمقامرة ، قلب برهان يخفق بعنف لفكرة البزنس ..
المتبقي من الدينار قد يتحول إلى دنانير عديدة
أو حتى ملايين كثيرة ، كل شيء ممكن لو أراد المولى جل شأنه ، هكذا يقول أهل الطيش المقامرون
إنضم إلى إحدى القروبات ، انصهر وتداخل فى اللعبة والأمكار ، أحيانا يرتفع الصراخ والشتم ، العب يا (...) ابن الـ (...)
لا يهتم بالشتائم والإهانة الآن ، فأن اجتمعوا على إنك (...)
لا يعني إلا إنك أنت الرابح ، وقف الحونشي بعد انتهاء الدّور وأعلن إنسحابه
نقطة: أنت دائماً عنان يا إمرأة ، تفوز لعبتين وتهرب .
أخرى: فعلاً أنت هكذا دائماً تفعلها .
تركهم الملعون ينهشون لحمه غير آبه ، حسب دنانيره فى سكره ، الظلام أرخى جناحيه والحونشي أنبتهما
يفكّـر فى قطعة الكيف وشرب المعتق
اشترى زبيدي محمّر وعلبة سجائر فاخرة ، حنّ وإشتاق إلى النبيذ المعتق وحنّ أكثر إلى دراهمه ॥
عزف وأبتعد عن الفكرة وهو يجر قامته إلى غرفته .. !
أكل حتى امتلأت بطنـــه ، أحس بتخمة ووعكة بالغة فى الشدة ، إنبطح ندما لأنه أكل كثيرآ
استلقى الوسادة على ظهره وأشعل النص كم ، أغمض عيناه فى استمتاع ، ولازال التحقيق مستمراً .. !!

أيُّ نوعٍ من الإدمانُ أنت .؟!


إن الناظر بعين الأريب اللبيب إلى واقع المغرورين المتعالون أدبياً وثقافياً وربما إجتماعياً
وإجتماعياً أمراً ليس مؤكداً لأنني وببساطة مبسطة !
لم ألتقيهم يوماً ، والذين هم من حولنا وبيننا ومن كل جانب ومن كل بؤرة وخاصةً من بوءر منتدى السبعة
فإنه يجد تفشي ظاهرة " عدم الإلتفات لِمديح الآخرين " وعدم الانصياع لرغبة الشاكرين المقدرين
وهذا الشيء الذي يُعتبر لا شيء من الأشياء الأشيائية بـ النسبة لشخصي على وجه الخصوص
وهذا كي يموت الغارون قهراً وذلاً وحسْرةً
ولا أدري أن كان هناك مغرورات ..
فلا بأس أن يمتن هن الأخريات هلعاً وولعاً وخِيفةً ( ايقونة واحد مسوي متنرجس )
فلقد كلّفت نفسي بضعة دقائق لكتابة الموضوع إياه !
بشكل أو بآخر أو لأيَّ حاجةٍ أخرى فـ المهم والبالغ في الأهمية أن تصل الرسالة..
ثم إن المتأمل ( الأريب اللبيب ) يلاحظ بأن الغالبية العظمى وبلا أيَّة مبالغات أو تهويلات كتابية صغيرة
وبالكويتي (زغيره)
وجداً عظمى !
من مستخدمي ساحة الرأي والفكر ومع الأسف الشديد طبعاً
أصبح همه هو إتباع من يعتقد بحكمتهِ أوْ يؤمن بصحة وحسن رأيَّهِ على أقل تقدير
وحتى ولو كان رأيَّه مخالفاً للواقع !؟
فتجد حضرة جنابه مقتنع بما يدور في عقله لايهمه عقول الآخرين ولو كانوا من الشاكرين المعجبين
ثم إنّه وبعد لن أتحدث مرة أخرى عن الأغلال النفسية الغرّاء !
ولا عن الأغلال الإجتماعية ولا عن الأغلال الفكرية التي يفرضها النرجسيون هنا وليس أكيداً هناك .. !
إنما هي رسالة أحببت أن أرسلها لخلجاتهم وصومعاتهم وكل أنفاقهم الجسدية وخاصةً أنفاق الكبرياء والتعالي
عندما يمتدحكم الآخرون لاتصدوا عنهم وأنتم آنسين
لا تعتقدوا إنكم فطاحلة الأدباء واللغة العربية التي شكت الإملاء والصرف منكم
ربما كنت شاكراً مادحاً وأكيداً هذا ولكن اللا أكيد مايعتقده المؤكدون .. !
فربما تكون محاولات تشجيع لتصل حضرتك لمستوى عال من الكتابة
وربما أخرى تصعيد (ومزيكا) ويالي لا دانة .. دانة ، وعلى طريقة مداعبة الأجواخ
فإن سياسة ( مطنش وهو آنس ) ولدت جيلاً لا يستطيع إستغلال أي مساحة حتى ولو كانت ضئيلة من خلايا عقله
بل أصبحت حال تلك الخلايا كالعرابجه المدمنين
أقول قولي هذا وأنا جازماً حازماً فى إثبات الأدلة والبراهين مستغفراً الله لي ولكم ولكل النرجسيين
لكنه إدمان من نوع آخر ليس كإدمان النميمة والكسر بمجاديف الآخرين
ولا حتى إدمان الصياعة والخراب ولا كل أنغام الهياته والضياع
بل إدمان دبلوماسي فاخر لكنه بلا تلاوين و لا تقاليم !
إدمان غير ، على وزن جدة غير !!
يعتمد على خلايا عقول آخرين في تحديد مواقفهم وتوجهاتهم رغماً وجبراً
تجاه مايحتاجه الباطن الفكري من جرعات جوخ وإمتداح ولماع والله أعلم بالبواطن
تصور رغم التطنيش وعدم الإلتفات ، إلا إنه إدمان تصور .. !؟
وهنا أقفز إلى معلومة لعلها وصلتني حالياً وهي لعلّهم اخذوا الحقنة الجوّخية من باب
كل محصول غير مأخوذ وكل مأخوذ محصول

ألآ رفـقـاً بـالـكـلااام .. !



فى احدى مجالس الضوضاء تناول نفراً من الجالسين ظواهر التراث من أعياد وأتراح وعادات وخزعبلات
والتى يقيناً سببت له الظواهر هاجساً مقلقاً مقرفاً سئيما , لا يكاد يستطيع الخلاص منهُ ولا الفكاك من قيودهِ ولا حتى من أغلآله النفسية
بدأ الحديث بينما إنّه ينتظر بدء حديث آخر من آخرين , نصفهم يستمع لأحاديث فيها كل الأحاديث ..
والنصف الآخر يستمعون لعشرةٍ فى آنٍ واحد , وكلٌ على حده
وقد تفاعل معه الجالسون من النصفين الأولاني والأخراني وكلاهما يؤدي الأصوات على عدة نبرات واعتبر البعض ممن لا بعض لهم بالكلام !
أن المجلس ذو شجون وذو سكينه وإن ما دار فيه لا علاقة له أساساً بالكَلمُ والأكلام والكلماء الطيبون
ضوضاء فى ضوضاءات هى حتماً إضاعات , إضجار , صخابات , أشياء صوتية هى ليست إنسانية ..
عواهن كثيرة لا تحمل نفعاً ولا فائدةً ولن تكن يوماً سلسبيلا
هى حواري الأضداد , هؤلاء سكانُها لا يقبلون الكلماء هم وحدهم الأكلام
هم الفاهمون العارفون المناهضون فى وديان الأحرف والكلمات
تباً لى أنا وتباً لـَهمْ كـُلهمْ , تباً لأنني لم أسمع وتباً لأنهم تكلموا ॥
حتى وإن تبقى الـ تباً رهينة لتأويلاتٍ عديدة ستكون يوماً شهيدة !
أيني أنا وأينهم هم من لقمان حينما قال , يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك
أينهم وأيني عن خير الكلام ما قل ودل ..
الصمت أيها الأحبة والأخوات يعلمنا حسن الإستماع الذي يفتقده المثرثرون , ويقول أحد المفكرين ॥
لابد أحياناً من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون !
أسمع هذا وأسمع ذاك وأنظر لأولئك ولزمت الإتصالات الحركية والبصرية
حتى أصبحت أفتش عنّي مع هذا ومع ذاك من هنا ومن هناك ولكني حسرتاه لم أجدني !
ضياع فى ضياع فى عودة فى ملاقاة , فى ساحات فى رأي فى فكر فى لا شيء !
إسهاب تشعيب تداخل تطويل تعريض تكرير بالسياق والمفردات برضو فى لا شيء , سجل عندك !
إلى أني أتساءل ولى الحق فى التساؤل لِمَ الخمستعش سطراً يعادل عندهم مئة ألف سطرآ ؟
فى نفس الشكل فى نفس الطعم فى نفس الذائقة فى نفس الأمس و ما قبل الأمس ..
لِمَ تجعلوا القراء كمن ينتظرون الدبس من مؤخرة النمس !
أعطونى المفيد من غير قرقه ودوخه ( ايقونة الله يرفع عنهم ولا يبلانا :ِ)
عندك مقال ؟ عن موضوع ما ؟ فى مشكله هناك ؟ مع ذلك وذاك ؟
انفض الغبار وغير السياق وأقلل من الكلام ولاتنبز بالالقاب , ولا تحشو الجمل لغرض ملء الهدف
رباه ارحمني وأجعل الجنة مثواي , أرجو من الأحياء أن يكتبوا على قبري ( ما قتلوه إنما لأنفسهم قاتلون )

لا خير في حشو الكلام * إذا اهتديت إلى عيونـه
والصمت أجمل بالفتـى * من منطق في غير حينه

ساعة من آخر الليل (1) / برجوازية الفقراء !



انتهت الساعة الرابعة والعشرون
ودخل الوقت بالساعة الخامسة والعشرون، هي ساعة خارج الزمن !
لكنها تعيش وتنمو داخل جسد آيل للسقوط في أي لحظة
لا مأوى ، لا مال، لا صحة، لا قوت يومي لا شيء يصلح للاستخدام.
أنا من كنت اعتقده ينعم بحياة مترفة، فارهة، فارعة المستوى، يا الله كيف خدعتني ظنوني !
كيف أغشتني وكبلتني ساعات وأيام وشهور وسنين..
يالا حماقتي..
قتلتُ الذكاء فيني، غرست خنجراً بثنايا فراستي
غرستهُ في أوردتي !
في قلبي..
في أشلائي ..
غرستهُ بسخاء، برغبة وعنفوان
جميعها الأشياء لم تعد تنتاب شعور الفقراء
جميعها لم تعد لتصلح لروح لا تمارس النفاق .. !!
أحلامه من جعلت منه إنساناً برجوازياً قابلاً للانكشاف، في أي وقت من الأوقات !
كرمهُ، سخاؤه، هما الآخران من جعلاه جسداً هشاً قابلاً للانكسار ..
ظل عالق بين فكر الماضي وفكر الحاضر
متعثراً في إقدامه وفي تراجعه
يجرجر ذنوب البرجوازية تارة هنا وأخرى هناك، حائراً تائهاً في ملكوتها.
لم يقتنع يوما بأن مفهوم الكرم لا يقتصر على إيجاد برستيج ونيو لوك مُعينان
لم يقتنع أنه هو من خلق المشاكل لنفسه
هو، رغم اختياره لإشكالية تنساب إليه نوعاً، وأقلها ضرراً
يتأسى بالمثل الأسفل، البرجوازيين الجدد
يحرصون أشد الحرص على ظاهرهم الخارجي
ويتركون الداخلي في سلة مهملات !
رغم اعتراضه ..
وامتعاضه من المفهوم "الظاهري" إلاَّ أنه يجد نفسه عاجزاً عن اقتراح البديل
ما أن تدخل الساعة الخامسة والعشرون في حياته
ما أن يبدأ في استخلاص التعريف المناسب !
يعتقد، وهذه معضلته !
بأنه أعرف العارفين وأفهم الفاهمين، خصوصاً في مسألة أسفل الفارهين ..
لكنه "وقفه الله"
مستمر بممارسة الرذيلة الغائية مع الترف بشكل مُترف جداً، ومعلن للغاية !
عُرف عند الآخرين، الأبعدين !!
بأنه ينعم بمستوى معيشي عالٍ، والواقع إن ترفه ورفاهيته كلتيهما من نوع آخر ..
كان هذا ما يضج مضجعه ويجعله برجوازياً لا يبالي
يمضي بأفكاره إلى حيث أفكار وأفكار أخرى
يرعاها كلها "بشكل وبآخر" لتساهم في تلاشي عبق الماضي
الماضي..
جميل جداً، لكنه أبى إلاَّ أن ينساه ويخفيه عن ملأ الفارهون !
رغم بهاؤه، روعته، بساطة أيامه في أفراحها وأتراحها
لكن..
أبى التغيير "التدمير، التخريب، التشويه.."
الآن فهمت لِمَ البرجوازي البسيط والعنيد لحدٍ سواء يمارس هذه الشناعة
البشعة، الباهتة، التي صنعة له أشياء شنيعة خالية من مواد حافظة وألوان اصطناعية !
تلك كانت مجرد محاولات سكيولوجية تؤدي الغرض وتؤثر داخلياً
محاولات..
لمجاراة الأكابر، المتخصصين بالكبائر .. !!
كانت العوائد وخيمة، جسيمة، عظيمة، باهظة في أثرها النفسي
وأيضا على الفسيولوجي والذي استولى هو الآخر على ملامح البسيط الجميل !

وحولها إلى ملامح قبيحة ..
وجداً مخيفة !
تثير الفزع والتقزز والاشمئزاز
البرجوازي الفقير ، كرمهُ أنانياً فكان لا يشكل عواقب للآخرين
بقدر ما شكل عدة عوام أثرت على جانبه الشخصي، جميعها قاتمة كالحة، وحالكة في سوادها
حتى تداولت حوله وأصبحت سمة من سماته
وماركة مسجلة باسمه !
حينها ساورني الشك وأنا أتفكر في الدقائق الأخيرة من الساعة الخامسة والعشرون
بأنها الأشياء، كلها ..
ستكون موضة في زمن التياسة !

زمن العتاهة ..
حيث يكون المجمل، يواكب الحياة بالغلط ويأخذ كل المسائل بالمقلوب ..
كتاجر برجوازي غني، على ثوب متهرئ بفجوات من الخلف والأمام ومن كل مكان !
وكفقير أو "بسيط" يأخذ من أقصى اليمين وعلى الآخر يصرف بالشمال ..
هات يا بذخ، هات يا ترف، هات يا كفى !


يوم أصبحت السودان ديمقراطية !


لقد انطلى حديث نزاهة الانتخابات السودانية على كثير من الإعلاميين العرب الذين جاءوا إلى السودان لتغطية الانتخابات رغم أزماتها وصراعاتها الداخلية " اللي مشتعلة من سنة السبلة ولا أدري متى تخلص.." إلا إنها بمعجزة إلهية "اعتبرها" مرت وعدت بسلام وعلى مدار الثلاثة أيام، ثلاثتها متناغمة مع تصاريح الزعيم السوداني عمر البشير بأن الانتخابات حرة أمينة مثالية حتى أن استنبط الكثير من الإعلاميين تصاريحه على إنها فعلاً فوق ذلك ورفيعة المستوى على الحد المطلوب، تاركين بذلك تصاريح ياسر عرمان والصادق المهدي وحسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي الذي قاطع المؤسسات المنبثقة عن هذه الانتخابات التعددية والتي تعتبر الأولى في السودان منذ ربع قرن ..

إلى أن أشار بعض السياسيين السودانيين بأن هناك خوف ملحوظ وحالة من الهلع والتزوير والرشى وتلاعب في الإحصاءات إضافة إلى الملايين الذين شردوا من منازلهم في إقليم دارفور لم يتم إحصاؤهم لمنحهم فرصة التصويت في هذه الانتخابات، وكل هذا وأكثر إلا أنه قد تناولت معظم وسائل الإعلام العربية تلك الانتخابات النزيهة الشفافة من الجانب النظامي والرقابي بالوقت الذي انتهت به الانتخابات وخرجت الرقابة الأوروبية خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم بأن الانتخابات لم ترق إلى مستوى المعايير الدولية وأنها واجهت صعوبات في مطابقة المعايير الدولية وقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة لبعض وسائل الإعلام الذي تبنت مفهوم النزاهة خلال عمليات الاقتراع الثلاث، حقيقة لا يوجد أحد بالسودان يعتقد بأن الانتخابات كانت حرة ونزيهة وهذا ليس معناه أننا ضد البشير، لاء ..

لكن لقد كان حزب المؤتمر الوطني الحاكم من خلال وزارة الإعلام واضح في انحيازه وتركيزه بشكل فظيع ملفت للانتباه على تغطية جولات الرئيس عمر البشير الانتخابية وهذا لا يتماشى مع المعايير الدولية، بينما أن الأحزاب الأخرى " يكاد كم صورة وكم ندوة لا تأخذ حتى دقيقة واحدة على القناة السودانية، حتى اكتسح حزب البشير انتخابات الشمال بدرجة خيالية، لهذا إذاً المعارضة تشكك والمراقبون الأجانب يعتبرونها لا ترقى إلى المعايير الدولية، لكن أن كنا واقعيين أكثر وتكلمنا عن السودان بشكل خاص لا بشكل عام لوجدنا أن مجرد وجود مراقبين دوليين دليل على الرغبة السودانية وخصوصاً "البشيرية" في تحقيق تحول النظام السوداني المركزي لديمقراطي يشمل الأكابر والعامة من أبناء الشعب وهذا بحد ذاته يعتبر تقدم وخطوة عملاقة للأمام، أؤكد عليها من الآن أنها ستنمو وتزدهر خلال الأعوام القادمة، والأخذ بالديمقراطية مؤخراً خيراً من أن لا تؤخذ على الإطلاق !

دول العالم الثالث بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص لن يتقدموا قيد أنملة بعصر الحداثة إذ لم يحذو حذو السودان ويتخذوا الديمقراطية مبدءاً لهم ويكون حكم الشعب للشعب، وديمقراطية السودان لتزال في مرحلتها الأولى وهي في عهد جديد يسعى للتعافي من آثار الحرب الأهلية التي استمرت عقوداً طويلة بين الشمال والجنوب وقد أفسدت بنيات أساسية لا سبيل لإصلاحها إلا بجهد الجميع وإسهام المجتمع الدولي بوسائل مختلفة حتى يتعافى ويكون كما كان عليه وقت النشأة

شكراً أيها الأعداء .. !!


ينتابني شعور اكبر من الإعجاب بالمفكر الإسلامي سلمان بن فهد العودة خصوصاً بفقهه للواقع وثباته على مبدأ الحوار والوسطية ونشاطه الموضوعي الدؤوب في الدعوة وما إلى ذلك، وبنفس الوقت ينتابني شعور آخر هو اكبر من الصدمة وافظع من الجهالة بالهجمات السلفية ولا أعمم أو اقرب المنهج وإنما أخص جموع الشباب وسوادهم الأعظم الذين يترصدون الصفوف الأولى في المنتديات والمجالس ويؤسفني القول في بعض "بيوت الله" للتحدث باسم السلفية جمعاء وهي منهم براء، تارة بالطعن في جهوده الدعوية واللمز فيها والغمز في عدالتها وأخرى تشكيك في الإيمان ..

يا دعاة السلفية إن الله أمرنا بالتعامل الحسن مع الناس وفقاً لظاهرهم وما يبدونه لا لبواطنهم وما يخفونه ولسنا مسؤولين لا بصورة ولا بأخرى عن البواطن لأن الله وحده أعلم بها، فهذا أمره وهذا هو شرعه وينبغي نشر ثقافة عدم العصمة، لأننا جميعاً في هذه الحياة سواسية كلنا عبيداً لله شعوباً وملوكاً وأمراء وأما الفارق بيننا كلنا هو التقوى والتقوى أمر قلبي غيبي لا زيد ولا عبيد يعلمه، لا يعلمه إلا علام الغيوب وليس لأحد التشكيك في إيمانيات أحد إلا إن ظهرت علامات على هذا الشخص ما يعتبر خدشاً في إيمانه أو أن يتكلم بأمر يخالف فيه كتاب الله وسنة رسوله المصطفى، عندها وجب علينا الإنكار والتصحيح لا بالتحذير ولا التحريض فأي مبدأ أرقى وأروع من مبادئ الإسلام وأي ثقافة أسمى، هي حكمة الله

لم يظهر على د. سلمان العودة ما يخالف فيه الكتاب والسنة وإنما يختلف بالرأي بشكل حضاري معتدل وحتى على الصعيد الشخصي اختلف مع د. سلمان العودة في كثير من النقاط والأختلاف الفكري سنة الحياة ومنطقياً لم ولن تكون العقول مجيرة تحت رأي وفكر واحد هذا وللأسف كما يبتغيها بعض الشباب السلفي الذي لا يعرف من السلفية إلاَّ اللحية والثوب القصير، ويحهم أما علموا أن الدين أسمى وأعظم من إيديلوجيتهم الضيقة ! على العموم هنا تكمن الإشكالية وهنا ينبغي المآب إلى الله والاعتدال والعموم الآخر الشيخ سلمان العودة شخصية مؤثرة ويعتبر من أبرز الشخصيات التي تبنت التوجه السلفي المستنير

والتي قفزت بالفكر عدة قفزات نوعية فجعلت الكثيرين يعدِّلون من نظرتهم المغلقة الرجعية الغير آخذة بالمرجعية الحقة ونظرتهم لا تجدي نفعاً ولن تواكب التطورات وعصر المؤسسات الدينية والمدنية لذلك أرى أن الشيخ سلمان أنموذج يستحق أن يُضرب به المثل، وما يؤسفني حقيقةً وما جعلني أكتب هذا المقال هو أننا تركنا الفائدة التي يقدمها الشيخ وتركنا الفوائد والشهد الذي ينشره بين الناس ويسقيهم اياه وانسقنا وراء أمور تافهه صغيرة كان الأولى بها أن لا تدرج حتى في الأحاديث البسيطه الجانبية، ومن المعروف والمعلوم أن الشيخ لم يعد شخصاً عادياً فقد صار مدرسة وكتابه "شكرا أيها الأعداء" خير دليل وخير برهان وهو دفاع عن مدرسة أسسها السلف الصالح من الصحابة مروراً بالتابعين وصولاً للعلماء المجتهدين ومن بعدهم الشيخ الذي ليس له من الفضل إلا تجديدها وإحيائها والعمل على إبرازها في الواقع العملي ..

قادم من وطن التغيير !



منذ أن أعلن الدكتور محمد البرادعي استعداده للترشح لرئاسة الجمهورية المصرية في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011 وأنا أراقب عن كثب وباهتمام شديد الساحة السياسية بمصر وخاصة في ردود ساسة الحزب الوطني الحاكم والذين انهالوا بالتعليقات وبحملات التشويه التي طالت البرادعي حتى غيرت مسرى بعض الأطراف السياسية من جهة والعامة من جهة أخرى، ففي الوقت الذي قوبل فيه البرادعي بهجوم عنيف شارك فيه معظم الأبواق الإعلامية التي تسيطر بصورة أو بأخرى على أهم وسائل الإعلام المصرية إلا أنه استطاع أن يخرج مصر من حالة الركود السياسي التي خيمت عليها منذ سنوات

الأمر الذي يؤكد للمصريين وغير المصريين أن الدكتور البرادعي ليس مجرد فقاعة صابون بل معارضة جامد ومن الوزن الثقيل وللمرة الأولى التي يشهد فيها الحزب الوطني معارضة بهذا الحجم، فالدكتور محمد البرادعي اختير رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1 ديسمبر 1997 خلفًا للسويدي هانز بليكس وفي أكتوبر 2005 نال جائزة نوبل للسلام أي أن العالم بأسره لم يشهد مرشحاً بهذا الحجم وهذا الثقل، لذلك أتت بعض الحملات بكلام يناهض حجم قوى الصدد ومن زاوية ضيقة لكنها مقنعة لحدٍ ما وقد أثارت الشكوك والجدليات بالأوساط العربية، بأن هناك رجل قادم من وطن التغيير، وسيأتي إلى مصر وطن اللا تغيير وأنه قد يقرر أن يعيش ما تبقى من حياته فيها ! كيف يستطيع أن يوازن بين درجة الحرارة صفر ودرجة الغليان..


يوازن بين مستوى معيشة معين لها علاقة بالفن وبالثقافة وبالرُقي ومستوى آخر له علاقة بالفقر وبالجوعى وبالموتى الأحياء ! كيف يستطيع أن يوازن بين الأثنين، بالحقيقة هذه تساؤلات تطرحها بعض القوى السياسية في مصر وعلى التحديد قوى الحزب الوطني لكن وبرغم هذه المنطقيات لحدٍ ما إلاَّ أننا نجد بالوقت نفسه تأييد مطلق من الشباب المصري وعلى حد لافتاتهم وهتافاتهم أنه يملأهم الأمل في التغيير إلى الأفضل وبرأيي أن الرئيس حسني مبارك أعطى الكثير في وقت كان الشيء الأهم هو الصعود بمصر من القاع إلى السطح وبهذا الوقت وبعد أن تمت انجازات الرئيس حسني مبارك من البنى الاساسية ورفعة مصر إلى مصاف العالم فيحتاج الآن للراحة خصوصاً وأنه في ظل نظام جمهوري ..

والدكتور محمد البرادعي خير مثال لهذا الرجل العملاق الذي أنجز الكثير وأعطى مصر العديد وبذل الغالي والنفيس في وقت كان ينعم فيه مجمل الشعب المصري بالأمن والأمان والارتياح، لكن هذا مالا يريده ومالا يتمناه بعض القادة في الحزب الوطني لأن البرادعي منطقياً لم ولن يتماشى مع مصالحهم ولأنه عاش في ظل نظام متقدم ثرى بالأبحاث العلمية التي لا تتوافق مع قوى الفساد وهي اصلاً اساس تقدم أى بلد فى العالم، بالتالي التغيير يجب ألا يظل شعاراً بل يجب أن نجعله التزاماً على كل الأنظمة الجمهورية العربية مقارنة بالجمهوريات الأوروبية التي امتازت وتقدمت به ..