القرآن الكريم ، سورة القيامة :
(... ، فإذا برق البصر. وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر. يقول الإنسان يومئذٍ أين المفر)
هناك أبعاد ورؤى كثيرة تحيل الإنسان العربي عن مفهوم الفلسفة البرجماتية "النفعية على وجه الخصوص" لعدة عوامل مشتركة لعل أهمها النظام القائم أو المؤسسات الحزبية أو الدينية وصولاً إلى عدمية جمعيات حقوق الإنسان والتي يسميها أبناء الوطن العربي الحرّ الجمعيات الصورية فهي لا تعمل وفق أسس فعّالة أو تمتهن الحدث بمهنية بل أنها مسيّسة لبعض المواقف المغرضة، انتهاءً بتعاطي الأسرة العربية الصغيرة مع رب الأسرة "الأب" على أنه قائد أممي لا أسري على عكس تعاطي الأسرة الغربية مع رب الأسرة باعتباره ملجئاً وملاذاً آمناً لأفراد أسرته، وهكذا تباعاً، حتى تناغمت وتفاقمت أزمة النفس العربي..
... للأسف البالغ ، قد تشكلت ثقافات ومبادئ وقيم المجتمعات العربية منذ زمن ليس بالبعيد وقد يكون هذا الزمن في الأمس القريب والذي بدأ فيه اندلاع الثورات الأولى في منتصف القرن الماضي، الأمر الذي أدى على الهيمنة والتسلط والاستبداد والملكية الشخصية المطلقة لبعض الأفراد سواءً كانت تلك الملكية ملكية رأي أو ملكية أرض أو ملكية قبيلة أو ملكية مؤسسة أو ملكية وزارة أو ملكية دولة أو ملكية أي شيء آخر ذو نفع وقيمة، وتغيرت فيه بعض المفاهيم العامة كمفهوم الذات الإلهية إلى مفهوم الذات الأميرية والذات الملكية والذات الرئاسية، وأيضا مفاهيم مناداة الولاة كالحاكم بأمر الله والوالي وأمير المؤمنين إلى صاحب فخامة وصاحب جلالة وصاحب معالي والرئيس إلى آخره، حتى أدى ذلك إلى كسر معلن في شخصية الشخص العربي وتحديداً الشخص العربي السوري الذي يعيش منذ الأزل في خيمة العروبة، تلك الدولة المغتصبة من أزلام الدولة الفارسية، فهي التي نكلّت وعذبت وكسرت الشخصية!
إن اليوم.. وفي ظل انبطاحات وشطحات الانقلابيين القدامى نرى برجماتية عربية غربية على ليبيا ونرى معالجة واقعية للمشكلة في تونس ومصر لكن لا برجماتية في اليمن وسوريا رغم مئات القتلى وتشرد الأطفال والأمهات والأخوات إن الممكن فعله على الأقل تعزيز حماية المحتجين بما يتماشى بشكل كامل مع إعلان المدافعين عن حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم لا للنظر للمصالح الجغرافية والشخصية الأمر الذي يجدد القمع في سوريا ويزيد عدد المعتقلين نتيجة الإصلاح المزعوم، إن الربيع العربي السوري ربيع يستهدف بالدرجة الأولى عائلة الأسد لأنه لا تزال مقاليد الحكم في سوريا مركَّزة في أيدي السلطة التنفيذية التي بناها حافظ الأسد على معايير كفرية..
والتي يدعمها في كثير من الأحيان جهاز استخبارات لا يخضع للمحاسبة أمام المجلس التشريعي أو الرأي العام ولا يخضع إلا لإشراف رئيس الدولة بشار الأسد بل تتدخل غالباً السلطة التنفيذية كثيراً في مؤسسات الدولة الأخرى بما في ذلك وزارة الإعلام، والقضاء، فهذه المؤسسات على وجه التحديد ليست مستقلة ونتيجةً لذلك يقتل اليوم الإنسان السوري بدم بارد، إن برجماتية الخليج وبرجماتية ما تبقى من دول عربية مع الثورة السورية (إن وجدت) فهي برجماتية غير دقيقة فالأولى عدم الخوف من الثورات المذهبية الداخلية أو من دولة إيران الصفوية ومناصرة الشعب السوري الأعزل في إرادته ورغبته واختياره..
هذه ليست دراسة أجريها على الوضع في سوريا بل أنها مجرد معلومات قليلة لا يكاد يوجد مواطن عربي لا يعرف هذه المعلومات عن سوريا لكننا من باب التفريغ لا أكثر وأختصر جل ما أرغب في تفريغه هو أنّه من حقك كإنسان أن تعيش محترماً في كلمتك سواءً كانت عفوية أم مقصودة علنية أو سرية، ... محترماً في إبداء رأيك الذي تؤمن به، محترماً في تصورك للأشياء، محترماً في وظيفتك وشغلك ومهامك، محترماً في بيتك أو غرفتك ومكان راحتك، محترماً في إفصاحك وفي تحفظك، لماذا لا يوجد دولة عربية مدنية ومؤسساتية وديمقراطية باستثناء الكويت (وهناك بعض التحفظات) لماذا لا يساءل المواطن العربي المسؤول العربي لماذا المسؤول العربي يسمى مسؤول وهو لم يسأل ولو ذات مرّة حتى الشعب الخليجي الذي غالبه يدعي الحرية ( هل أنتم حقاً أحرار) أدري قد ينتاب الكثير منكم الخجل جراء قراءة هذه الكلمة لكن أعلنها بالنيابة عن كل عربي نحن الشعوب المغضوب عليها المضحوك عليها المشردين المهشمين هذا واقع لا تغطيه أقوى المسرحيات ولم ولن نرقى إسلامياً و ثقافياً وتنموياً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..
القرآن الكريم ، القيامة أيضا :
( ... ، كلا لا وزر. إلى ربك يومئذٍ المستقر )